عندما تكون الأسواق مهيأة لتخفيض حاد، تزداد فرص حدوث مفاجأة متساهلة. في الواقع، فإن تخفيض معدل الفائدة الفيدرالية بمقدار 25 نقطة أساس ليصل إلى 3.75% ليس الحدث الأهم في العاشر من ديسمبر. ما سيكون أكثر إثارة للاهتمام للأسواق هو مراقبة التوقعات الاقتصادية المحدثة للجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة والاستماع إلى خطاب جيروم باول. قبل الاجتماع، فضل المستثمرون التراجع خطوة إلى الوراء. لا أحد يريد المخاطرة.

على الرغم من الاستجابة الفاترة لمؤشر S&P 500 للعديد من الاجتماعات السابقة للجنة، قد يكون الوضع مختلفًا هذه المرة. الذكاء الاصطناعي، أرباح الشركات، مرونة الاقتصاد الأمريكي، وتوقعات التحفيز النقدي من الاحتياطي الفيدرالي هي أربعة محركات رئيسية لسوق الأسهم الأمريكية في عام 2025. إذا تحقق حتى واحد من هذه العوامل، فقد لا يتمكن المؤشر العام للأسهم من التفاخر بالنتائج المذهلة في العام المقبل التي حققها هذا العام.

رد فعل S&P 500 على نتائج اجتماعات الاحتياطي الفيدرالي

ليس من المستغرب أن يقوم المستثمرون المؤسسيون الذين شملهم استطلاع Goldman Sachs بتخفيض توقعاتهم. تتراوح تقديراتهم لمؤشر S&P 500 في عام 2026 بين 7,000 و7,500. فقط في أكتوبر، عندما كان المؤشر العام للأسهم يقترب من مستويات قياسية، كان المشاركون يعتقدون في ارتفاعه إلى 7,200 بحلول نهاية عام 2025. وفقًا لـ HSBC Holdings، فإن المستثمرين يقللون من تقدير مخاطر انهيار سوق الأسهم الأمريكية.

جزء أساسي من اللغز حول مستقبل S&P 500 هو السياسة النقدية. إذا قام الاحتياطي الفيدرالي بتسريع عملية خفض أسعار الفائدة، كما ترغب البيت الأبيض، فإن المؤشر العام للأسهم سيزدهر. ومع ذلك، هناك احتمال أن يأخذ الاحتياطي الفيدرالي في الاعتبار رغبة البنوك المركزية في دول متقدمة أخرى في اتخاذ منعطف متشدد. أستراليا، نيوزيلندا، أوروبا، وربما كندا قد أشارت أو هي مستعدة للإشارة إلى نهاية دورات التوسع النقدي. في الواقع، يعتزم بنك اليابان رفع سعر الفائدة الليلي.

ديناميكيات S&P 500 وتوقعات السوق لأسعار الفائدة الفيدرالية

يُنظر تقليديًا إلى الاحتياطي الفيدرالي على أنه قائد مجموعة البنوك المركزية، ومع ذلك هناك مثل هذا التفاوت في التزامن! في الوقت نفسه، يتفاعل مؤشر S&P 500 بشكل كبير مع الإشارات القادمة من سوق العقود الآجلة فيما يتعلق بحجم تخفيف السياسة النقدية. كان الانخفاض في المؤشر العام للأسهم من مستويات قياسية عالية جزئيًا بسبب محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في أكتوبر، حيث أعرب العديد من مسؤولي اللجنة عن عدم موافقتهم على خفض معدل الأموال الفيدرالية.

سبب آخر للتراجع في الخريف كان المخاوف المتعلقة بفقاعة الذكاء الاصطناعي. الآن، كلما سمع المستثمرون كلمة "إنفاق"، يبدأون في البيع. على سبيل المثال، تأثرت أسهم JP Morgan سلبًا بعد أن أعلنت الشركة عن زيادة في النفقات في عام 2026 لتصل إلى 105 مليار دولار مقارنة بتقدير سابق بلغ 101 مليار دولار.

من الناحية الفنية، على الرسم البياني اليومي لمؤشر S&P 500، تستمر المعركة بين الثيران والدببة حول القيمة العادلة عند 6,840. انتصار البائعين وهبوط المؤشر إلى ما دون 6,827 سيؤدي إلى عمليات بيع قصيرة الأجل. ومع ذلك، يظل الشراء عند الارتداد من 6,805 و6,770 استراتيجية قابلة للتطبيق.